هذه صورة تمثيلية تم إنشاؤها باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وهي ليست صورة حقيقية،
في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وبحسب ما قال المشرف العام التنفيذي، تم تصميم وكتابة نظام ذكاء صناعي بجهود كفاءات سعودية شابة من الشباب والبنات، دون الحاجة إلى شرائه من جهات خارجية. تم تطوير هذا النظام لتحسين تجربة المرضى بشكل ملحوظ من خلال تقليل وقت الانتظار وتخصيص الرعاية لكل مريض على حدة. يساعد هذا النظام في التعرف على وجوه المرضى وتحليل بياناتهم الصحية بدقة، مما يمكّن المستشفى من تقديم رعاية شخصية تتماشى مع احتياجات وتفضيلات كل مريض، ويعزز من مستوى رضا المرضى، بالإضافة إلى تحقيق كفاءة أكبر في تقديم الخدمات الصحية.
يتم توجيه النظام لسحب جميع ملفات السجلات الصحية للمرضى المتوقع حضورهم إلى العيادة، بحيث يستخرج بيانات كل مريض على حدة، بما في ذلك تفضيلاته، مواعيده، عمره، وجميع التفاصيل الخاصة به. يعمل النظام على تخصيص الرعاية بما يتناسب مع احتياجات وتفضيلات كل مريض، مما يتيح تقديم تجربة محسنة لكل مريض بشكل فردي بناءً على تفضيلاته الشخصية، وبذلك يتم تعزيز رضا المرضى ورفع مستوى الخدمة الصحية المقدمة لهم.
يشهد القطاع الصحي اليوم تحولات كبيرة في ظل الثورة الرقمية التي غزت مختلف المجالات، حيث أصبح التحول الرقمي عنصراً أساسياً لتحسين جودة الخدمات الصحية وتسهيل وصولها إلى الأفراد. ومن بين أبرز التقنيات التي أثرت بشكل ملحوظ على الرعاية الصحية، يبرز الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح أداة قوية تسهم في تقديم خدمات صحية عالية الجودة ودقيقة تعتمد على تحليل البيانات واستشراف احتياجات المرضى.
في هذا المقال سوف استعرض بعض هذه الأنظمة وكيف يتم استخدامها من المنظور الصحي الرقمي رغم أنني لا زلت أدرس هذا النظام ولم أتعرف عليه على أرض الواقع، إلا أن دراستي له كشفت لي عن إمكانياته الكبيرة في تحسين تجربة المرضى. من خلال تقنية التعرف على الوجوه، يمكن تمييز المرضى فور دخولهم إلى المستشفى، مما يسمح للنظام بسحب ملفاتهم الطبية وتفضيلاتهم السابقة بسهولة. هذه الآلية تساهم بشكل فعّال في تحسين تجربة المريض منذ اللحظة الأولى، حيث يتم تقديم الخدمة بطريقة شخصية تتوافق مع احتياجاته، مما يزيد من رضاه ويعزز من كفاءة الرعاية المقدمة له.
كما هوالحال في مستشفى الملك فيصل التخصصي، واللي ذكر المشرف العام التنفيذي تفاصيله، جاءني شعور الحماس أني أستعرض معرفتي حول كيفية تشغيل هذا البرنامج أو النظام. مع أني ما زلت أدرس هذا النظام ولم أره على أرض الواقع، إلا أنني تعلمت الكثير من جوانبه التقنية، مثل تقنية التعرف على الوجوه التي تُمكّن النظام من تمييز المرضى عند دخولهم، ومن ثم استرجاع ملفاتهم الطبية وتفضيلاتهم السابقة.
من منظور المعلوماتية الصحية، يُعد تحليل بيانات المرضى أحد أهم التطبيقات التي تساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية. يعتمد النظام على جمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات الخاصة بالمرضى، بما في ذلك الملفات الصحية، التاريخ الطبي، وتفضيلات الغذاء والأدوية. يتم تحليل هذه البيانات باستخدام خوارزميات متقدمة تمكن النظام من تحديد الأولويات لكل مريض بناءً على حالته الصحية واحتياجاته.
عندما يزور المريض المستشفى، يجمع النظام بياناته الطبية وتفاصيل تفضيلاته السابقة، ويقوم بتحليل هذه المعلومات لتحديد مستوى الأولوية. مثلاً، إذا كان المريض بحاجة إلى فحص دوري معين أو لديه حساسية تجاه دواء معين، يقوم النظام بإبراز هذه المعلومات للفريق الطبي، مما يساهم في توجيه الرعاية بشكل أكثر دقة.
يسهم هذا النظام في توفير رعاية سريعة وفعالة، حيث يتم ترتيب الحالات بناءً على الأولوية الفعلية لكل مريض، مما يضمن تقديم العلاج المناسب في الوقت المثالي. كما يساعد النظام الطاقم الطبي في اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة، مما يقلل من احتمال وقوع الأخطاء ويعزز من كفاءة المستشفى في معالجة أعداد كبيرة من المرضى.
اما النظام الثالث فهو التنبؤ بالاحتياجات الصحية يقوم النظام بتحليل بيانات المرضى باستخدام نماذج تنبؤية دقيقة، بحيث يتم استنتاج احتياجاتهم المستقبلية بناءً على تاريخهم الطبي وأنماط العلاج السابقة. مثلاً، إذا كانت بيانات مريض تشير إلى أنه بحاجة إلى أدوية معينة في فترات محددة، يتنبأ النظام بموعد احتياجه القادم لهذه الأدوية ويرسل تنبيهًا للطواقم الطبية لضمان توفير الأدوية في الموعد المناسب.
يساهم هذا النظام في تقليل وقت الانتظار وتخفيف الضغط على الطواقم الطبية من خلال التخطيط الاستباقي. إذ يمكن للفريق الطبي الاستعداد مسبقًا لتلبية احتياجات المريض، مما يعزز استقرار حالته الصحية ويجنب أي تأخير في تلقي الرعاية المطلوبة.
هذه الصورة تمثيلية تم إنشاؤها باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وهي ليست صورة حقيقية،
اما النظام الرابع والفائده الرابعة هي تنسيق الجدولة وتقليل وقت الانتظار يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتنسيق مواعيد المرضى وجدولة زياراتهم بذكاء، حيث يقوم النظام بتحليل عدد المرضى المتواجدين والأقسام المتاحة لحظة بلحظة. بناءً على هذه المعلومات، يوجّه النظام المرضى إلى الأقسام التي تتوفر فيها الطواقم الطبية دون ازدحام، ويعيد ترتيب مواعيد المرضى في حال حدوث تغييرات طارئة أو زيادة في عدد الزوار.
يساهم هذا النظام في تقليل الازدحام داخل المستشفى، حيث يضمن توجيه المرضى إلى الأقسام التي يمكن أن تستقبلهم فورًا. هذا يؤدي إلى تقليل وقت الانتظار بشكل كبير، ويساهم في تحسين تجربة المرضى، حيث يحصلون على الرعاية المطلوبة بسرعة وكفاءة، مما يعزز من رضاهم ويخفف الضغط على الطاقم الطبي.
تُعد الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والتحليل المتقدم للبيانات خطوة هائلة نحو مستقبل مشرق للرعاية الصحية، حيث تُمكّن من تقديم خدمات سريعة وشخصية تعزز من رضا المرضى وكفاءة المستشفيات. إن هذه التقنيات ليست فقط ابتكارات تكنولوجية، بل هي نقلة نوعية في مجال الصحة الرقمية، تسهم في تحسين جودة الحياة لكل من المريض والممارس الصحي.
ومع تطور هذه الأنظمة، نحمد الله ونشكره على نعمة المعرفة والقدرة على استخدام التكنولوجيا في خدمة الإنسانية وتحقيق الرفاه. وندعو الله أن يوفقنا جميعًا للمزيد من الإبداع والابتكار في هذا المجال، وأن يسهم ذلك في تخفيف الآلام وتحقيق شفاء المرضى في كل مكان.

.jpg)